[img][/img]القناعة هبة من عند الله عز وجل لعباده تترسخ وتنمو بفضل الرعاية المستمرة إلى أن تتأصل وتصمد في مواجهة معاول الهدم والانجرار وراء الأنانية والمصالح الفردية والطمع والجشع، وكلها مغريات لا يقوى على صدها إلا كل من يتصف بالثبات على المواقف، والقناعة باعتبارها صفة عزيزة لا يتمتع بها بنو البشر جميعاً وأنها لا تجتمع في إنسان إلا مع كل ما هو خير وجميل، باعتبار أن الإنسان كل لا يتجزأ كما ذكرنا من قبل.
القناعة لا تعني إلغاء الطموح أو الحد منه، فالسعي والجد والكد كلها أمور مشروعة مادامت تصب جميعها في إطار أخلاقي، ومن ثم فإن القناعة لا تعني أن يكون الإنسان مستسلما تاركا أمور حياته تتخبط هنا وهناك بغير هدى، ولكنها تعني أن على المرء أن يسعى بدأب بوسائل مشروعة ثم يترك الأمر بعد ذلك على الله سبحانه وتعالى، وهو على ثقة وقناعة بأن جهده لن يضيع هباء وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
الإنسان القنوع يشعر دائماً بنعم الله عليه ويتلمسها ويعددها في كل وقت وحين، لا يحقد ولا يغير ولا ينظر إلى ما في أيدي الآخرين، ينتابه إحساس دائم بالرضا ويسبح لسانه بحمد الله عز وجل على نعمه ما ظهر منها وما بطن.
(( أرجوا أن تكونوا قد فهمتم ما أقصد فليست التجارة كما يقولون شطارة لقد أصبح تجارنا ينتهزون الفرص الدينية ليتاجروا بها بس إنشا الله يكونوا قد تعلموا درساً ))